كيف تتخلص من الاندفاع والتسرع بخطوات بسيطة

2 ديسمبر / 2022


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

\ سارة خليل \

تخيل معي أنك وقعت بمشكلةٍ ما، أو حدث معك موقف ما أثار غضبك، ما هو أول سلوك ستقوم به؟ هل ستهدأ وتحاول التفكير مليًا كيف ستخرج من هذه المشكلة، أو تفكر كيف ترد على تلك الإساءة بحكمة؟ أم أنك ستقوم بفعل أي شيئ بسرعة ودون تفكير، أو ترد بردود سريعة على محدثك، بطريقة ربما لا تحل المشكلة بل أحيانًا تزيد من تفاقمها؟

إذا كنت ستقوم بالخيار الثاني، فأنت تحتاج لقراءة هذا المقال بعناية.

الاندفاع والتسرع وأحيانًا التهور سواء بالأفعال أو الكلام، من الصفات التي تؤذي صاحبها بشدة، وتتسبب في وقوعه بالعديد من المشكلات، وتفقده السيطرة على الأمور، فيتعجل في اتخاذ القرارات، وتصدر عنه أفعال وأقوال غير مدروسة، تدخله في أزمات جديدة هو في غنى عنها، ويكون بإمكانه تجنب كل ذلك، إذا فقط سيطر على نفسه، ولم يتركها فريسة للاندفاع والتسرع والغضب السريع.

في مقال اليوم، نساعدك على التخلص من الاندفاع بخطوات بسيطة فاحرص على اتباعها.

– امنح نفسك بضع ثواني

عند حدوث أمر ما يُغضبك، أو عند وقوع مشكلة ما تشعر معها بالصدمة والتوتر، لا تقم بفعل أي شيئ في لحظتها، فقط امنح نفسك بضع ثواني، وخذ نفسًا عميقًا، فالاستجابات السريعة والمندفعة، تجعلك لا تُحسن التصرف، بعكس الانتظار لبعض الوقت، الذي يمنحك القدرة على التفكير في الأمر، ويجعلك ترى الصورة واضحة وعلى حقيقتها، فيكون التصرف بحكمة أكثر، وهذا يظهر كثيرًا حينما تتشاجر مع أحد الأشخاص، وتقوم بردود أفعال سريعة، وبعد انتهاء الشجار تكتشف أنه كان عليك قول كذا أو فعل كذا، لذلك احرص على تأخير رد الفعل، واعطي عقلك فرصته لإدراك حقيقة الموقف، حتى يحسن التصرف، ومع تكرار الأمر، ستتحول إلى عادة روتينية تقوم بها، وتنتهي المشكلة بالتدريج.

 

– تحلى ببعض الهدوء

ردود الأفعال السريعة غالبًا ما تأتي من حالة الغضب التي تنتابك بعد وقوع مشكلة ما أو موقف بعينه، لذلك حاول التحلي ببعض الهدوء في حياتك، ومحاولة استقبال الصدمات بنوع من التماسك، قد يكون الأمر صعبًا في البداية، لكن نتائجه مذهلة على قراراتك، وحتى على حالتك الصحية والنفسية، فلا ترهق أعصابك كثيرًا بكثرة التوتر والقلق حيال كل شيئ من حولك، وتعامل مع الأمور ببساطة وهدوء، فكل شيئ سيمر في نهاية المطاف.

 

– تذكر نتائج تسرعك في السابق

هذه الطريقة ربما تكون من أكثر الطرق السحرية التي تساعدك على تحجيم اندفاعك وتسرعك، فكلما واجهت أمرًا ما، ووجدت صعوبة في السيطرة على نفسك، تذكر نتائج ذلك التسرع في المواقف السابقة في حياتك، وكيف أن الأمر ازداد سوءًا، وربما تكون قد شعرت بالندم الشديد بعدها، سيساعدك ذلك في الحصول على بعض الهدوء والتأني قبل القيام بأي شيئ، والتفكير في الأمر حتى لا تصبح أنت الخاسر في النهاية.

– اعرف سبب اندفاعك الحقيقي

لكل سلوك من السلوكيات البشرية أسبابه النفسية بداخل الشخص، سواء كان في عقله الواعي أو بداخل عقله الباطن، وفي حالة الشخصية المندفعة، فهو غالبًا ما يقوم بالأمر لعدة أسباب، إما خوفًا من رد فعل ما للشخص الذي أمامه، فيقوم بهذا الأمر كنوع من أنواع الحيل الدفاعية، أو خوفه من أن يظن الشخص بأنه ضعيف، وغير قادر على المواجهة، فتكون تلك الطريقة محاولة منه لإثبات العكس، أو قد يكون بسبب ضعف الثقة بالنفس، فتجعله يفترض حدوث أشياء لم تحدث، أو تزيد من شكوكه تجاه أمر ما أو شخص ما، فتجعله يصدر ردود أفعال سريعة.

وقد يكون نتاج شخصية حساسة، تتأثر سريعًا من النقد أو اللوم، مما يجعل صاحبها سريع الغضب، أو لأسباب نفسية أخرى مرتبطة بالسمات الشخصية، أو نتيجة لاضرابات نفسية يمر بها الشخص المندفع، لهذا فإن معرفة السبب الحقيقي يجعلك تدرك المشكلة التي تعاني منها، والتي على إثرها أصبحت مندفعًا ومتسرعًا، وبالتالي تتوقع ردود فعلك على الموقف في الوقت المناسب، الأمر الذي يساعدك في علاج المشكلة.

– ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة تحسن من حالتك الذهنية والنفسية، وتساعدك على التنفيس عن غضبك، وتقلل من حدة توترك وقلقك، فتصبح أكثر هدوءًا، ويمكنك ممارسة التمارين التي تساعد على الاسترخاء مثل: تمارين التأمل واليوجا، فهى تهدئ من أعصابك، وتساعدك على التحكم في ردود أفعالك قدر الإمكان.

– تحدث مع من تثق به

التحدث مع الأشخاص المقربين منك يساعدك كثيرًا في حل مشكلاتك، حتى ولو كان بمجرد التنفيس عن المشاعر السلبية بداخلك، فهذا من شأنه أن يشعرك ببعض الهدوء والسكينة، ويمكنك طلب المساعدة من صديق مقرب أو من شقيقك، من خلال مراقبة أفعالك، وإذا شعر بأنك اندفعت أو تسرعت في رد فعلك، يمكنه أن ينبهك إلى هذا الأمر، ومساعدتك على التريث وعدم التسرع في قراراتك، مما يساعدك على تجاوز مشاعر الحزن، والاكتئاب، والإحباط، التي تسيطر عليك.

– تأمل الطبيعة الخلابة

التجول وسط المناظر الطبيعية من مساحات خضراء ونباتات، أو المشي على شاطئ البحر وتأمله، من العلاجات السحرية، فهو يمنحك الهدوء والاسترخاء، ويزيد من معدل تركيزك، وبالتالي يزيد من قدرتك على التحكم في السلوك الاندفاعي، والتفكير بهدوء، وإذا لم تتمكن من العثور على مثل هذه المناطق من حولك للتجول فيها، يمكنك مشاهدة بعض الصور ومقاطع الفيديو لأماكن ومناظر طبيعية خلابة، مع الاستماع لبعض الموسيقى الهادئة.

 

– الحصول على نمط حياة صحي متوازن

قلة النوم تجعل ذهنك مضطربًا وغير مستقر، بعكس النوم الجيد الذي يمنحك الهدوء والتركيز والقدرة على التفكير بعمق، وبالتالي اتخاذ قراراتك بدقة، كما يقلل من حدة التوتر والقلق، بالإضافة إلى الإرهاق والغضب الذي تشعر به، أيضًا الإكثار من شرب الماء، وتناول الطعام الصحي، يحسن من صحتك، ويحفز من نشاطك وطاقتك اليومية، ويجعلك أكثر اتزانًا.

 

– لا تجلد ذاتك

لا تبالغ في لوم نفسك وجلد ذاتك، فعدم القدرة على الوصول إلى حل سريع لا يعنى ابدًا أنك شخص فاشل، ولكنك فقط تحتاج إلى العمل أكثر على تحسين وتطوير طريقة تفاعلك مع الأمور، وتأكد أن الكثير من الناس يمرون بتلك الحالة، وأنك لست وحدك، فقط حاول تغيير ما يحدث للأفضل قدر استطاعتك.