في ظل لعنة عصر السرعة…هكذا تكتسب صفة التأني لحياة أكثر هدوءًا

23 سبتمبر / 2022


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

\سارة خليل\

دائمًا ما يتحدث الجميع عن أهمية السرعة والإنجاز، وضرورة التعلم وتحقيق الكثير من الأشياء في زمن قياسي، وهذا الأمر أصبح هو المعتاد في عصر التكنولوجيا، التي باتت الحياة معها تسير بوتيرة سريعة، في ظل التطور الهائل الذي نشهده يوميًا، ومع سعي الجميع لمواكبة هذا التطور، أصبح نمط الحياة نفسه أكثر سرعة، إلى جانب سيطرة المادة والمال على كثير من الأمور، والذي نتج عنها الحياة الاقتصادية الصعبة التي أصبح الكثير من الناس يعانون منها، وجعلت حياتهم تتمحور حول كسب المال، لتوفير متطلبات الحياة الجديدة والسريعة، فنجد أغلب الشباب يبحثون عن الطرق المُنجزة للتعلم والعمل، ليتحقق لهم النجاح والثراء.

ولكن هل فكرنا يومًا في أهمية التأني والبطء في حياتنا؟ في أغلب الأحيان حينما يُذكر البطء يأتي معه ذكر الكسل والخمول وعدم الإنتاجية، إلا أنه في حقيقة الأمر هناك أهمية كبيرة للبطء والتأني، فمع هذه الحياة السريعة والصاخبة التي نعيشها، فقدنا القدرة على التأمل، والإتقان، والتفكير التحليلي الدقيق، بل حتى الاستمتاع بتفاصيل الحياة من حولنا، فزاد الإحساس بالقلق والتوتر، وزاد معه الشعور بالحزن والاكتئاب، وفراغ الروح، والإنهاك المستمر وكأنك تجري في سباق لا نهاية له.

وهنا يأتي السؤال، هل بإمكاننا اكتساب صفة التأني في حياتنا، والحصول على بعض الهدوء والسلام، في ظل عجلة الحياة التي لاتتوقف، ولعنة عصر السرعة والتكنولوجيا؟ موقع “المقالة” يُجيبك على هذا السؤال من خلال النصائح التالية، فاحرص على اتباعها.

اجعل التأني نمطًا للحياة

ليس في العمل أو النجاح أو في كسب المال فقط، ولكن حتى في حياتك اليومية، تعلم تناول الطعام والشراب ببطء حتى يستفيد منه جسمك، وتعلم التحدث بهدوء وبطء حتى لا تتلعثم أو تُخطئ في حديثك، وحتى تفكر في الكلام جيدًا وتتعلم فن الرد، حتى في المشي وممارسة الرياضة، فكثير من الرياضيين ينصحون بممارسة التمارين بهدوء وتأني، حتى لا تتعرض للإصابة، ولتصبح عضلاتك أكثر قوة، وحرصك على هذا الأمر يجعلك تكتسب تلك المهارة وتصبح أسلوب حياة، مما يساعدك على استغلالها كذلك في التفكير في الأمور المختلفة في حياتك، وقبل إتخاذك لقراراتك الهامة.

اهتم بالكيف وليس الكم

لا يهم ابدًا عدد الكتب التي أنهيت قراءتها، أو عدد الأنشطة التي شاركت بها، أو حتى كم الأعمال التي تقوم بها، ولكن المهم هو القيمة النهائية، وما استفدته حقًا من هذه الأشياء، فقد تكون قرأت كتابًا واحدًا في الشهر، ولكنك تعلمت منه الكثير، وطبقت ما تعلمته في حياتك، بدلًا من قراءة عشرة كتب بدون تركيز، وقد تكون قد شاركت في أنشطة متعددة، ولكنك لم تتطور في أي جانب من جوانب حياتك، لذلك خذ وقتك كاملًا، واهتم بالفائدة التي تعود عليك، بدلًا من إنجاز أشياء كثيرة وبسرعة فائقة، دون جودة أو إتقان.

 

أنت لست في سباق مع أحد

الشخص الوحيد الذي يمكن القول بأنك في سباق دائم معه هو أنت، فما يجب أن يشغل بالك هو أن تتطور وتصبح أفضل، ولكن تذكر أن كل شيئ في الحياة يأخذ وقته الطبيعي، لهذا لا تستعجل النتائج في حال وجدت أحد أصدقائك أو أقرانك قد حقق ما يسعى له، فلا تنظر للآخرين من حولك، وتقارن بينك وبينهم، فكل إنسان له نمط حياة مختلف عن الآخر، فليس من المفترض أن نكون نسخ مكررة من بعضنا البعض، وإنما لكل واحدٍ منا شخصيته المستقلة، وطريقه الذي يسير فيه، وأهدافه الخاصة التي يسعى لتحقيقها.

لا تستنزف طاقتك في مهام متعددة

العمل بعدة أعمال في وقتٍ واحد، أو العمل لأوقات إضافية، يزيد من إنهاكك الجسدي والعصبي والنفسي، فقط تعلم العمل بتركيز وبدقة مما يحقق إنتاجية أكبر، دون قضاء ساعات طويلة في القيام بعدة مهام، فأفضل طريقة لتحقيق النجاح، هو العمل لوقت قصير بتركيز وباستمرارية، وقتها ستحصل على نتائج أفضل من العمل لساعات أطول ظنًا منك بأنك هكذا تختصر الوقت، أو ستحقق هدفك في وقت قياسي، والحقيقة أن هذا التفكير يضرك أكثر مما ينفعك.

تقسيم يومك بالشكل المناسب

لابد من تقسيم الوقت خلال اليوم بالشكل الصحيح، ما بين العمل، والعبادة، ولقاء الأصدقاء، والهوايات، أو حتى الاسترخاء والحصول على بعض الراحة، فأنت بذلك تحقق التوازن المطلوب، وتشعر بأنك تعيش بالفعل كل يوم في حياتك بالشكل الذي تتمنى أن تعيشه.

مارس أنشطة تساهم في حصولك على الاسترخاء

التدرب على ثقافة الصبر وعدم استعجال النتائج من الأمور الهامة جدًا، ولكي يحدث ذلك لابد وأن تتخلص من القلق والتوتر المصاحبين لحالة السرعة التي نعيشها في العالم، لهذا فأنت تحتاج إلى بعض الاسترخاء والهدوء، ويمكنك فعل ذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة التي تساعدك مثل: الزراعة، والموسيقى، والصيد، والقراءة، والرياضة وغيرها، وقد ظهرت بعض المبادرات في العالم والتي تشجع البطء في الحياة بشكل عام، مثل: تناول الطعام والإحساس بمذاقه، وكذلك تجنب استخدام المبيدات الحشرية للإسراع من نمو النباتات، بدلًا من الاستفادة منها بشكل طبيعي، وغيرها.

أنت لا تحتاج لاقتناء الجديد لتصبح أكثر سعادة

مع كل تطور يحدث في العالم، تشعر وكأنك حتى تصل للسعادة لابد وأن تحصل على ذلك الشيئ الجديد، سواء الهاتف الحديث، أو السيارة الجديدة، لتكتشف أنك أمام حقيقة مؤسفة، وهى أنك أضعت سنوات من عمرك بحثًا عن سعادة لا تأتي ابدًا، لأنها أصبحت مشروطة لديك بوصولك للأحدث الذي لا ينتهي، فتتحول إلى متسابق في مدمار سباق لا يتوقف، وكل ما تحصل عليه هو الإنهاك والضغط، فقط كن ممتنًا لما تملكه في الوقت الحالي، وتكيف مع ما لديك بالفعل، واستمتع به دون النظر لما هو أكثر حداثة وتطورًا.