\ سارة خليل \
تعد الأفلام التي تتناول القصص الإنسانية بشكلٍ عام، والمعاناة والألم على وجه الخصوص، من أكثر الأفلام التي تؤثر في المتفرج، وتزيد من تعاطفه وتعلقه بأبطالها، فالألم هو من الأمور التي نمر بها جميعنا في كثير من أوقات حياتنا، سواء الألم النفسي أو الجسدي، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض لم يشعر بالمعاناة، أو لم يتألم في حياته نهائيًا، لذلك نجد ذلك التوحد مع أبطال تلك القصص والموضوعات التي تطرحها هذه الأفلام، ولعل أبرز هذه الأفلام هي التي تدور أحداثها في المستشفى، فنشعر بتلك اللحظات التي يكون فيها أبطالها في أشد لحظات ضعفهم.
ومع تفشي وباء كورونا (كوفيد 19) في مطلع عام 2020، بدأ الاهتمام يزداد أكثر بمشاهدة الأفلام التي تتناول الأمراض والأوبئة، أو حتى التي تعرض ما يعانيه الأطباء ومساعديهم في علاج المرضى والتخفيف عنهم، والتعاطف معهم.
في مقال اليوم نعرض لك قائمة بأقوى أفلام كان بطلها طبيب، أو دارت أحداثها في أروقة المستشفى فلا تفوتها.
Contagion “عدوى”
من أشهر وأقوى الأفلام التي تناولت فكرة الأوبئة، وهو يشبه وبشكل مذهل الواقع الذي يعيشه العالم الآن مع تفشي وباء كورونا، حيث تدور أحداثه حول فيروس غريب، وهو شديد الخطورة، ينتشر بسرعة كبيرة، ويقتل المُصاب به في وقت زمني قصير جدًا، ويشكل ذلك الفيروس حالة من الرعب، بسبب انتشاره المفاجئ والسريع حول العالم، وتحاول الأطقم الطبية من كل دول العالم معرفة سببه، ومحاولة السيطرة عليه، واكتشاف لقاح للحد من خطورته، في الوقت الذي يحصد فيه ذلك الفيروس أرواح العديد من الناس. ويرصد الفيلم الحالة التي يعيشها العالم جراء ذلك الفيروس، من محاولات البشر للبقاء على قيد الحياة، سواء بالهجوم على المحال التجارية ومحاولة تخزين الأطعمة، وكذلك محاولة البعض للسفر إلى أماكن أخرى تكون أقل انتشارًا للمرض.
صدر الفيلم في عام 2011، وهو يتميز بكونه يضم عدد من القصص لشخصيات مختلفة، ولكنها مرتبطة بالحدث الغالب على الفيلم وهو ذلك الفيروس، وهو من بطولة: “مات دايمون”، و”كيت وينسليت”، و”ماريون كوتيلارد”، و”لورانس فيشبورن”، و”جود لو”، وهو من إخراج “ستيفن سودربيرج”.
Fractured “مكسور”
فيلم إثارة نفسي، يعد أحد أقوى الأفلام التي دارت داخل المستشفى، وتدور أحداثه الرئيسية في إطار من الغموض والتشويق، حيث يتوقف “راي” مع زوجته وابنته في استراحة على الطريق السريع، إلا أن أسرته تتعرض لحادث، وتُصاب ابنته بإصابة في ذراعها. فيُسرع “راي” وزوجته بابنتهما إلى المستشفى، وأثناء انشغال زوجته بالذهاب مع ابنتها لإجراء الفحوصات الطبية، يجلس “راي” على كرسي مرهقًا ويفقد وعيه، وعندما يستيقظ يكتشف اختفاء زوجته وابنته، يحاول معرفة مكانهم في المستشفى، لكنه يكتشف اختفاء بياناتهم من سجلات الدخول.
الفيلم صدر عام 2019، من تأليف “ألان بي. ماكيلروي”، وإخراج “براد أندرسون”، وقام ببطولته كلاً من: “سام ورذينجتن”، و”ليلي رابي”، و”ستيفن توبولوسكي”، وهو إنتاج شبكة نيتفليكس.
Trauma Center “مركز الطوارئ”
فيلم إثارة أمريكي، صدر عام 2019، تدور أحداثه حول سيدة وحيدة، مُصابة برصاصة في قدمها، ومُحاصرة داخل مستشفى غامض ومغلق، تحاول الهرب من بعض القتلة الذين يحاولون التخلص منها، لأنها الشاهدة الوحيدة على جرائمهم، ويساعدها في ذلك أحد ضباط الشرطة، والذي يحقق في الجريمة.
من تأليف “بول دا سيلفا”، وإخراج “مات اسكانداري”، وبطولة كلاً من: “بروس ويليس”، و”نيكي ويلان”، و”تيتو أورتيز”.
Bogowie “بوجوي”
فيلم آخر مميز بطله طبيب ودارت أحداثه في المستشفى، وهو فيلم سيرة ذاتية، يحكي عن جراح القلب البولندي الشهير “زبيجنيو ريليجا”، وهو الطبيب الذي أجرى أول عملية زراعة قلب بشري ناجحة في التاريخ، والتي حدثت في بولندا عام 1987، وتدور الأحداث خلال فترة إجراء العملية الجراحية التي استمرت لنحو 23 ساعة، ومدى الصعوبات التي واجهت الطبيب خلال إجرائه لهذه العملية، والتي يظهرها الفيلم بأدق تفاصيلها الطبية.
صدر الفيلم عام 2014، والفيلم تأليف “كرزيستوف راك”، وإخراج “لوكاس بالكويسكي”، وبطولة: “توماس كوت”، و”بيوتر جلواكي”، و”سيمون بيوتر وارسزاوسكي”.
Brain on fire “دماغ مشتعل”
فيلم أمريكي مميز، وهو سيرة ذاتية درامي، صدر عام 2016، مأخوذ عن مذكرات الصحفية الأمريكية “سوزان كالاهان”، وتدور الأحداث حول “سوزان” نفسها، والتي عانت من بعض الأعراض التي ظن معها الأطباء أنها مصابة بمرض نفسي، وساءت حالتها حتى وصلت إلى مستشفى الأمراض العقلية، إلا أن أحد الأطباء – وهو الطبيب السوري “سهيل نجار” – يتمكن من تشخيص حالتها، ويعرف بأن مرضها سببه الرئيسي جسدي وليس نفسي، ويتمكن من علاجها.
سيناريو وإخراج “جيرارد باريت”، وبطولة: “كلوي جريس موريتز”، و”توماس مان”، “ريتشارد أرميتاج”.
Awakenings “الصحوات”
فيلم إنساني رائع، ترشح لثلاث جوائز أوسكار، وهو من بطولة النجم “روبن ويليامز”، والنجم” روبرت دينيرو”، بالإضافة إلى “جولي كافنر”، وهو مأخوذ عن كتاب للطبيب البريطاني “أوليفر سايكس”، وإخراج “بيني مارشال”.
الفيلم صدر عام 1990، وتدور أحداثه حول “ليوناردو” وهو مريض بالشلل الدماغي منذ طفولته، يوضع في مستشفى للأمراض الذهانية، وهناك يلتقي بالطبيب “مالكوم”، الذي يقرر علاجه بطريقة جديدة، فتتبدل حياته بعد سنوات، وتبدأ نظرته للحياة في التغير.
