\ سارة خليل \
السكر هو من الأطعمة المفضلة لدى كثير من الناس، حيث أنه يدخل في صناعة الحلوى، والشوكولاته، والآيس كريم، والكعك، وغيرها من الأطعمة المحلاة، إلا أن الدراسات العلمية أثبتت ضرره الكبير على صحة الإنسان. فهو يعمل بشكل أساسي على رفع مستوى سكر الدم، أو رفع هرمون الأنسولين في الجسم، والذي يترتب عليه بطئ عملية حرق الدهون في الجسم، وخاصة منطقة البطن، فيُصاب الإنسان بالسمنة، إلى جانب أن السكر من المواد التي تحفز نشاط ونمو الخلايا السرطانية في الجسم، كما أنه يهدد بإصابة الإنسان بمرض السكري، إلى جانب مخاطره على صحة الجلد والبشرة، وتسببه في ظهور الحبوب.
كما يؤثر السكر على إفراز الهرمونات المختلفة في الجسم، ويسبب كثرة تناوله إلى تراكم الدهون على الكبد فيما يُعرف بالدهون الثلاثية بشكل يفوق معدله الطبيعي. كما أن العلماء في كثير من الأحيان يعتبرون السكر نوعًا من أنواع الإدمان، فهو يؤثر على الدماغ بنفس الطريقة التي تؤثر بها المواد المسببة للإدمان، مثل: النيكوتين، والكوكايين، وغيرها. ومع كثرة تناوله يصبح من الصعب أن يتوقف عنه الإنسان، فيشعر برغبة في تناول المزيد منه، خاصة وأنه يسبب الشعور بالجوع طوال الوقت، وبالتالي تأكل منه كميات أكبر، فيؤدي ذلك إلى المزيد من الأضرار الصحية على جسمك، ويزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض، مثل: السمنة، والسكري، وأمراض القلب، والإكتئاب.
وأشارت الأبحاث إلى أن السكر يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين، وهو الهرمون الذي يعزز من الإحساس بالسعادة، فضلاً عن كون السكر يتسبب في إفراز المواد الأفيونية في الدماغ، وهذا ما يفسر الرغبة الشديدة في تناول المزيد من السكر للوصول لإحساس السعادة والرضا.
وهنا يأتي السؤال، كيف نتجنب كل هذه المخاطر، وما الفائدة التي ستعود على أجسادنا من التوقف عن تناول السكر، وهل التوقف عن السكر بهذه البساطة؟
في البداية سنتحدث عن الأهمية الصحية للتوقف عن السكر، وماذا سيحدث في أجسامنا بعد التوقف عن تناوله.
من الآثار المهمة التي ستظهر على جسمك بعد التوقف عن تناول السكر هو نقص الوزن بشكل ملحوظ، حيث أن التوقف عن السكر يخلصك من الدهون الزائدة وخاصة دهون البطن، حيث أن الأطعمة السكرية تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يزيد من تدفق الأنسولين عبر الجسم، والذي بدوره يساهم في تراكم الدهون حول منطقة البطن مع مرور الوقت. كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة تخزين السعرات الحرارية في أنحاء الجسم، والسكر كذلك يمنع إنتاج هرمون “الليبتين”، وهو هرمون مسؤول عن الشعور بالشبع، فمن خلال تناول الأطعمة الحلوة، لن تشعر بالشبع أبدًا، وستكون في حالة جوع دائم، ولذلك التوقف عن السكر يساعد على استقرار نسبة السكر في الدم، مما يدفعنا في هذه الحالة إلى تناول الأطعمة الصحية.
ويعمل كذلك على الحماية من الإصابة بأمراض القلب، فالتوقف عن تناول السكر يساعد على خفض ضغط الدم، وينظم دقات القلب، كما يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحسن الصحة العامة للجسم، فبعد تناول السكريات يقوم الجسم بإنتاج هرمون الإنسولين بصورة أكبر، الأمر الذي ينشط الأعصاب، ويرفع من ضغط الدم، ويزيد من معدل دقات القلب، ويتسبب في مشاكل الدورة الدموية وعمل القلب.
كما أن التوقف عن السكر يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري، ويزيد من النشاط والحيوية في الجسم، ويساعد على تحسين المزاج، والتخلص من الإكتئاب والإرهاق والشعور بالخمول المستمر، ويحسن من النوم، ويمنع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي تُصيب الدماغ والجهاز العصبي.
وبالإضافة إلى ذلك فإنّ التوقف عن تناوله يحسن من صحة الجلد والبشرة، ويساهم في التخلص من البثور، وحبوب الشباب المزعجة.
المخاطر لا تقتصر على السكر الأبيض فقط، وإنما تشمل السكر البني، وسكر الدايت، وجميع الحلوى والمخبوزات المحلاة، وكذلك الأطعمة المعلبة والتي تحتوي على السكريات المُضافة. ويأتي السكر في مكوناتها تحت أسماء مثل: السكر البني، ومُحلّي الذرة، وشراب الذرة، وسكر العنب، والفركتوز، والجلوكوز، وشراب الذرة عالي الفركتوز، والعسل، واللاكتوز، وشراب الشعير، والمالتوز، ودبس السكر، والسكر الخام، والسكروز.
ويمكن تجنب مخاطره من خلال الاستعاضة عن تحلية السكر عن طريق استخدام المحليات الطبيعية مثل: العسل أو الفواكه، وكذلك تجنب وضع السكر في الطعام، والتقليل من تناول النشويات الغنية بالسكر والنشويات الضارة مثل: الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمعكرونة وغيرها، وتناول النشويات المفيدة الموجودة في البقوليات والبطاطا.
كما ذكرنا أن السكر أصبح من المواد التي يدمن عليها الدماغ، لذلك التوقف عنه لن يكون سهلاً، تمامًا كما هو الحال مع المواد المخدرة ودون مبالغة، فالتوقف عن تناول السكر يسبب بعض الأعراض الجسمانية والنفسية وهي تختلف في شدتها من شخصٍ لآخر، وفق الكمية التي يتناولها عادة، والتي تستمر لنحو أسبوعين من توقفك عنه، ثم يبدأ جسمك بالتعود على الأمر، وتبدأ الفائدة الحقيقية في الظهور عليك، ومن هذه الأعراض: الاكتئاب، والشعور بالإحباط، وسوء الحالة المزاجية، والقلق والعصبية، وصعوبات واضطرابات في النوم، وصعوبة في التركيز، ورغبة مُلحة في تناول السكر، وكذلك الشعور بالصداع، والإرهاق، وبعض الدوار أو الدوخة، وأحيانًا غثيان وإعياء، والشعور بالتنميل، وجميعها أعراض مؤقتة لا تدوم طويلاً، وتحتاج لبعض الصبر.
