/ سارة خليل /
مصر أرض الكنانة وجنة الله على الأرض، ودائمًا ما كانت المقصد الأول لكثير من السياح من حول العالم، كونها تضم ثلث آثار العالم، وصاحبة التاريخ العريق ومهد الحضارات منذ آلاف السنين، وليس هذا فقط بل أيضًا للمزارات والأماكن السياحية الطبيعية الخلابة الموجودة بها، والتي قد تضاهي في جمالها مناطق أخرى في بلدان أوروبية أكثر تكلفة.
ورغم أن مصر تحتوي العديد من الشواطئ، والمحميات الطبيعية، والمزارات السياحية التي تمتاز بالجمال والسحر، إلا أنها قد لا تكون معروفة لدى الكثير من السياح بل وللمصريين أنفسهم. وفي مقال اليوم سنستعرض بعض الأماكن التى لا يعلمها الكثيرون، فلا تفوت فرصة زيارتها.
خليج فيورد
رغم أنه قد يكون غير مشهور بالنسبة للكثيرين، إلا أنه يعد مقصدًا هامًا للسائحين من محبي الغوص والاستمتاع بالطبيعة الساحرة، ويقع “خليج فيورد” على بعد 15 كم جنوب مدينة طابا، وهو من أجمل الأماكن السياحية في سيناء. ويعتبر منطقة للغطس لا مثيل لها، حيث تقع وسط خليج طبيعي من الشُعب المرجانية.
وفي خليج فيورد منطقة تسمى “الحفرة”، التي يمكن الوصول إلى مدخلها من خلال مجموعة ضخمة من الشُعب المرجانية.
رأس شيطان
تقع منطقة رأس شيطان بين نوبيع وطابا في سيناء، وتعتبر من أكثر المناطق هدوءًا والتي يلجأ إليها السياح بحثًا عن الاسترخاء والاستجمام. وإسم تلك المنطقة لم يكن في الأساس “رأس شيطان”، بل كان اسمها الأصلي هو “رأس الشطان” وهى جمع كلمة “شط”، ولكن لصعوبة نطق الكلمة على السائحين الأجانب الذين لا يعرفون اللغة العربية، تغير الإسم إلى “رأس شيطان”.
والإقامة في “رأس شيطان” عبارة عن مخيمات أو أكواخ، فلا يوجد فنادق أو شاليهات، وهو ما يجعلها مميزة وتجربة مختلفة للزائرين، وللمخيمات عدة أنواع فنجد ما هو عبارة عن كوخ من القش وجريد النخل، وأخرى مبنية من الطوب ومغطاة بجريد النخل أيضًا، ولكنها تحتوي على مكيفات هواء.
وتضم تلك المنطقة 9 جبال بالإمكان تسلقها لهواة تسلق الجبال، ويحيط بمنطقة رأس شيطان أماكن أخرى يمكن زيارتها مثل: جبل موسى، وسانت كاترين.
مدينة القُصير
القصير مدينة مصرية تابعة إداريًا لمحافظة البحر الأحمر، وهى تقع على بُعد 138 كم جنوب الغردقة، وسميت “القُصير” بهذا الإسم لأنها أقصر الطرق التي تربط بين الغردقة والبحر الأحمر وبين صعيد مصر. وتعتبر من أكثر المدن التي تضم مختلف الآثار بمختلف العصور، حيث يوجد بها الكثير من الأثار الفرعونية كونها كانت البداية في الرحلة الاستكشافية للملكة “حتشبسوت” ملكة مصر إلى بلاد بونت، وكذلك موقعًا للتنقيب عن الذهب في عصر الفراعنة، إلى جانب احتوائها على الكثير من الآثار القبطية، والرومانية، والإسلامية أيضًا وأبرزهم قلعة القصير.
وهى منتجع سياحي هادئ، تتميز بصفاء مياهها التي تضم أكبر تجمعات للشعب المرجانية، وهى وجهة سياحية شتوية نظرًا لأن مناخها صحراوي جاف، ودافئ في فصل الشتاء.
محمية وادي الجمال
تعتبر هذه المنطقة من أهم المناطق في مصر التي تضم كل معالم الجمال. وقد سُميت “محمية وادي الجمال” بهذا الإسم لاحتوائها على نباتات ذات طعم مميز للجمال، فكان الرعاة دائمًا يجدون جمالهم الشاردة تتجمع في تلك المنطقة، وتأكل من تلك النباتات، وما زال البعض يطلقون عليها حتى الآن “وادي الجمال التائهة”.
وتقع “محمية وادي الجمال” على بعد 7 ألاف كليو متر جنوب مَرسى علم في محافظة البحر الأحمر، وهي تضم مجموعة كبيرة من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، حيث يعتبر حوض وادي الجمال من أكبر الأحواض الجبلية في العالم. وفي محيط وادي الجبال تجد كلاً من شاطئ حنكوراب، وشاطئ القلعان، وشاطئ اللولي أو كما يطلقون عليه “مالديف مصر”، والمصنفون من أجمل شواطئ العالم.
وتتيح صفاء السماء في منطقة وادي الجمال مشاهدة نجوم مجرة درب التبانة، وبوضوح تام برؤية العين دون الحاجة لاستخدام التلسكوبات، في مشهد رائع لن تشاهده إلا هناك.
البحيرة المسحورة برأس محمد
ربما يكون إسم “محمية رأس محمد” مألوف عند البعض، إلا أنه لا يوجد الكثيرين الذين يعرفون عن البحيرة المسحورة، رغم أنها موجودة داخل المحمية. وقد سميت البحيرة المسحورة بهذا الإسم بسبب تغير لون المياه بها 7 مرات في اليوم الواحد تبعًا لضوء الشمس. ويرجع ذلك إلى احتواءها على الكثير من المعادن التي تساهم بشكل كبير في علاج الأمراض الروماتيزمية.
وكان البدو يعتقدون في تحقيق تلك البحيرة للأماني، إذا قاموا بالسباحة فيها ثم إلقاء بعض الحجارة بها، والدعاء بما يريدون، ومن ثم تتحقق أمنياتهم.
وتبعد المحمية عن مطار شرم الشيخ حوالى 12 كم. وبالإمكان ممارسة رياضة الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك النادرة، بالإضافة إلى أن المحمية تضمّ العديد من الحيوانات النادرة مثل: الوعل النوبي الجبلي، والأرانب الجبلية، ويوجد بها حفريات عمرها يزيد عن 20 مليون عام.
الصحراء البيضاء أو واحة الثلوج
تقع الصحراء البيضاء أو “واحة الثلوج” على بعد 500 كم من القاهرة، وبالتحديد في واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وهى منطقة صحراء نادرة لا مثيل لجمالها، تتميز بلون رمالها الأبيض واحتواءها على مجموعة من الحيوانات النادرة.
ويمكن أيضًا للزائرين الاستمتاع بالمياه الجوفية الساخنة الموجودة في بئر “عين السرو”، والتي تصل درجة حرارتها إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وتبلغ مساحة الصحراء البيضاء الإجمالية تقريبًا 3010 كيلومتر مربع.
جبل الكريستال
يقع جبل الكريستال داخل الصحراء البيضاء، وهو واحد من أندر الجبال في العالم، حيث أنه جبل خام من الكريستال الذي يظهر بريقه مع ضوء الشمس، ويحتوي على 125 نوع من الكريستال الضخم.
ويعد أغلى جبل في العالم، صخوره عبارة عن قطع من الكريستال، وكان الجبل قديمًا عبارة عن كهف كامل، إلا أنه مع مرور الزمن ونتيجة لعوامل التعرية، فقد هذا الكهف سقفه.
وتشير دلالات قديمة إلى أن تلك المنطقة ارتطم بها نيزكًا ضخمًا منذ ملايين السنين، وأن اصطدامه بالأرض نتج عنها حرارة عالية أدت إلى انصهار الصخور، حتى تحولت إلى قطع من الكريستال القيمة.
الوادي الملون
يعدّ الوادي الملون أحد العجائب الطبيعية في محمية طابا بسيناء، ويطلق عليه أيضًا “الأخدود الملون”، وهو عبارة عن متاهة من الصخور الرميلة الملونة بأكثر من لون وهي: الأصفر، والأحمر، والأرجواني، والذهبي، ويصل ارتفاعها من 40 إلى 90 متر، حيث يبلغ طول الوادي 800 متر.
ويرجع سبب تكوين هذا الوادي وتصميمه بذلك الشكل المبهر إلى الأمطار والسيول الشتوية.
كهف الجارة
يقع “كهف الجارة” في منطقة الصحراء الغربية، وهو على بعد 120 كم من واحة الفرافرة، وهو عبارة عن مغارات في باطن الأرض على عمق 50 مترًا، وقد تم اكتشافه بالصدفة عام 1873 على يد المكتشف الألماني “جيرهارد رولفز” أثناء رحلته إلى واحة الكفرة الليبية.
ويتميز كهف الجارة بما يعُرف جيولوجيًا بـ “رسوبيات الصواعد والهوابط”، فهى أشبه بشلالات المياه المتجمدة، وهى من أكثر ما يميزه، كونها تعكس جماله الساحر.
