كيف تكتشف العلاقات السامة في حياتك والتعامل الأنسب معها؟…إليك الإجابة

25 أبريل / 2022


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

\ سارة خليل \

العلاقات الإنسانية هي أساس الحياة، وأحد مسببات السلام والرضا إذا كانت هذه العلاقات قوية وناجحة، سواء كانت علاقة بين أبناء الأسرة الواحدة، أو العائلة، أو بين الزوجين، أو حتى بين الأصدقاء والزملاء، ولذلك فقوة ومتانة هذه العلاقات من الأمور الهامة جدًا في حياة الإنسان. ولكن إذا كانت هذه العلاقة مضطربة وغير مستقرة، بل وتؤذي صاحبها وتضره، سواء على المستوى الإنساني أو النفسي وأيضًا على المستوى البدني، فإن هذه العلاقة المضطربة أو المؤذية يُطلق عليها “العلاقة السامة”.

والعلاقات السامة أو غير الصحية لا ترتبط فقط بالعلاقات العاطفية كما ذكرنا، بل إنها تكون بين كل من نتعامل معهم ونشعر بالإرهاق النفسي من خلال هذه العلاقة.

ولكن كيف نكتشف هذه العلاقات السامة في حياتنا، وكيف نتعامل معها؟ وما هي التغيرات والمشاعر التي تطرأ علينا وتؤثر في سلوكنا؟ في مقال اليوم سنعطيك الإجابة.

  • تشعر بأنك تعطي ولا تأخذ شيئًا

حينما تشعر بأنك الوحيد الذي يقدم تضحيات وتنازلات، ويمنح الطرف الآخر ما يحتاجه من تشجيع أو مساندة أو حب واهتمام، أو حتى دعم مادي ومعنوي، بينما الطرف الآخر لا يقدم لك أي شيئ على الإطلاق، سواء كان شريك حياتك أو صديقك، تصبح العلاقة هنا في خلل، لأن أساس العلاقات بين الطرفين مبنية على التبادل والأخذ والعطاء، وغير ذلك يتحول الأمر لحالة من الاستنزاف لطاقتك بشكل مستمر، وهذا أحد أهم أشكال العلاقات السامة.

  • تشعر بأنك فقدت طاقتك

كما ذكرنا في المثال السابق فيما يتعلق بالمنح والعطاء بلا مقابل، فإنك في هذه العلاقة السامة تشعر بأنك غير قادر على تقديم أي شيئ، وغير قادر على الشعور بأي مشاعر سواء إيجابية أو سلبية للطرف الآخر، ويتحول الأمر إلى فقدان لشغفك بكل ما حولك، بل وربما بحياتك وعملك ومستقبلك أيضًا، لأنك محاط بمناخ سلبي، يؤثر على حالتك النفسية والجسدية، ولأنك لا تحصل على الدعم النفسي والمعنوي الكافي.

 

  • تتعرض للنقد اللاذع أغلب الوقت

من الأمور القاتلة لأي علاقة والتي تشير بقوة إلى أنك في علاقة سامة هى النقد المستمر، وإلقاء اللوم عليك طوال الوقت بلا مبرر منطقي، فتكون دائمًا في موضع اتهام، وفي موقف الدفاع عن النفس، وتحاول باستمرار تبرير أفعالك وتبرئة ساحتك من سيل الاتهامات الجديدة التي توجه لك، ويأتي ذلك من محاولة فرض الآخر لرأيه عليك، ومن نرجسيته التي تجعله يرفض حتى الاعتراف بالخطأ، ويقوم فقط بإلقاء اللوم عليك في كل كبيرة وصغيرة، حتى في الأشياء التي لا دخل لك فيها، وهذا أيضًا فيه تنصل من المسؤولية من جانب الطرف الآخر.

  • مشكلات متكررة

إذا كنت في علاقة يحدث بها مشكلات كثيرة، سواء من خلال سوء فهم متكرر، أو بسبب عصبية زائدة من الطرفين أو من أحد الأطراف، وربما من الخلافات البسيطة يتطور الأمر ونصبح أمام مشكلة كبيرة، فتتحول العلاقة لحالة من الشجار والخلافات المتواصلة بلا توقف، وقد يتطور الأمر إلى التوبيخ والتقليل من شأن الطرف الآخر، وربما الإهانات أيضًا، وهذه العلاقة سامة بكل المقاييس، ويجب عليك التعامل مع الأمر فورًا.

 

  • الغيرة والشك

من الأمور التي تتسبب في مشكلات كثيرة وخاصة في العلاقات العاطفية، حيث تكثر شكوك أحد الطرفين في الشريك، ويصبح مع كل موقف وكل كلمة سببًا لافتعال شجار بينهم، ويزداد التخوين بينهم، فتصبح العلاقة غير مريحة وغير إيجابية فيما بينهم، وقد تكون الغيرة بين الأصدقاء وبعضهم وربما بين الأقارب، خاصة من هم في سن متقارب، وتظهر في مواقف عديدة يصل فيها الأمر لتمني الشر أو الأذي للطرف الآخر، وهذا الأمر من أسوء أشكال العلاقات السامة التي يمكن أن تمر بها في حياتك.

  • التحكم في حياتك

تحدث عندما يكون أحد طرفي العلاقة شخصية نرجسية، ترغب بالتحكم فيمن حولها وخاصة شريك حياتها، فيحاول عزل الطرف الآخر عن العالم المحيط به، وربما يبعده عن أصدقائه وعائلته، وكأنه يحاول أن يتملكه، ويبدأ بالضغط عليه والتحكم فيه، وقد يكون من أحد الأخوة أو الأقارب المتسلطين خاصة مع الفتيات، فيرفضن عملهن أو دراستهن، ويمنعن كثيرًا منهن من الخروج من المنزل لمقابلة صديقاتهن.

  • عدم الرضا والمثالية الزائدة

هناك بعض الأشخاص الذين نطلق عليهم المثاليين أو “الباحثين عن الكمال” في حياتهم، وهؤلاء الأشخاص لا يرضون عن أي شيئ بسهولة، فدائمًا يبحثون عن عيوب الشيئ ونواقصه، ويركزون فقط على الجوانب السلبية منه، ولا يرضون بأي تطور بسيط، فهم يسعون لتغيرات جذرية وفي وقت قياسي، ولا يقبلون بأقل من ذلك، وهؤلاء الأشخاص يكونون مُرهقين كثيرًا في تعاملاتهم مع من حولهم، سواء في العمل أو في الصداقة، أو الحياة الإجتماعية والأسرية، فتوقعاتهم مرتفعة جدًا، ودائمًا ما يجعلونك تشعر بأن هنالك تقصير منك، وبأنك لم تقم بالمهمة كما يجب، مهما بذلت فيها من مجهود ضخم.

 

  • الجفاء العاطفي

حينما تفقد العلاقة مشاعر الود والمحبة والاهتمام، وتصبح رتيبة بلا روح أو معنى، تقوم فقط على المصلحة المتبادلة، ويفقد كلا الطرفين شغفه بالآخر، وقد ينقطع التواصل فيما بينهم لفترات طويلة، سواء في العلاقات العاطفية بين شركاء الحياة، أو بين الأصدقاء، فيحدث حالة من الجفاء في المشاعر، تفقد معها الشعور بالسعادة والرضا، وتصبح العلاقة لا قيمة لها.

  • تفقد الثقة بنفسك

إذا كانت العلاقة التي تعاني منها تتسبب في فقدانك لثقتك بنفسك تأكد من أنها علاقة سامة، فالعلاقات السليمة والصحية تجعلنا نتطور لنصبح أُناسًا أفضل، وتساعدنا على العيش في حياة صحية بكل أشكالها، مما يزيد من حالتنا الشعورية الإيجابية، والتي تزداد معها ثقتنا وإنتاجيتنا.

 

الطريقة الفضلى للتعامل مع العلاقات السامة

  • اعترف بوجود المشكلة

يعتبر الاعتراف بالمشكلة أول الطريق لحلها، لهذا راقب علاقاتك، واسأل نفسك ما إذا كانت هذه العلاقات تعود عليك بالفائدة والتطور والسعادة، أم أنها تحبطك وتؤذيك.

  • المواجهة

قد تكون المواجهة أحد الحلول الجيدة لمشكلتك، فلا بأس أن تجلس مع الطرف الآخر من العلاقة، وتتحدث معه بصدق وشفافية حول ما آلت إليه علاقتكم، وما تشعر به حيالها، ولربما كان الطرف الآخر لا يدرك حقيقة المشكلة، وقد يبدأ بالفعل في التغير للأفضل.

  • اطلب الاستشارة أو المساعدة

إذا لم ينجح خيار المواجهة، سيكون عليك استشارة أحد المختصين في هذا الأمر، أو طلب المساعدة ممن حولك وتثق برأيهم، وسوف يساعدونك على إتخاذ القرار السليم ورؤية الحقيقة كاملة، فنحن قد نُخطئ أحيانًا في تقديرنا للموقف، لذلك فإن الاستعانة برأي آخر خارج إطار هذه العلاقة، سيجعله مُنصفًا في حكمه على الأمور.

  • تحرر من هذه العلاقة

إذا تأكدت من أنك في علاقة سامة، فعليك التحرك والتحرر منها فورًا، فلا تضيع سنوات من عمرك في علاقة تسبب لك الألم والفشل والإحباط المتكرر، وتتسبب في معاناتك وإصابتك بأمراض نفسية وجسدية لا قدر الله، فقط كن حاسمًا وشجاعًا في قرارك بالتخلص من كل ما يؤذيك.

  • اهتم بنفسك ولا تتعجل في دخول علاقة جديدة

كن أنت مصدر اهتمامك في الحياة، اعتنِ بنفسك، وحقق لها ما تحتاجه، ولا تتسرع في الدخول في علاقة جديدة قبل التعافي التام من العلاقة السابقة، ومعرفة الدروس المستفادة منها، حتى لا تكرر نفس خطأ الماضي.