حينما يمتزج الفن بالمعاناة…فنانين عالميين أبدعوا رغم المرض النفسي

9 نوفمبر / 2020


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

/ سارة خليل /

يقال إنّ “الفنون جنون”، ولكن هذا المثل لا يعني أنه يجب بالضرورة أن تكون مريض عقلي لتصبح فنان، ولكن هذه المقولة تعبر أكثر عن حالة الفنانين وحساسيتهم الشديدة، تجاه ما يحدث من حولهم في المجتمع وتفاعلهم معه، مما يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية بشكل عام.

ويوجد في التاريخ الفني نماذج كثيرة جدًا لرساميين وموسيقيين وكُتاب وممثلين وغيرهم، عانوا من المرض النفسي في حياتهم، سواء الاكتئاب أو الفُصام أو الاضطراب ثنائي القطب وغيرها من الأمراض، ورغم هذا أنتجوا لنا فنًا عظيمًا وأعمالاً خالدة، ما زلنا نذكرها ونعتبرها من أهم ما قُدم في تاريخ الفن بكل أنواعه وألوانه.

وبالرغم من أن كثير منهم واجهوا الرفض، وربما الاضطهاد والمعاناة من المحيطين بهم في عصرهم، من الذين لم يفهموا مشاعرهم أو أفكارهم، لكن صدقهم فيما قدموه، جعلهم يتغلبون على كل هذه المعاناة ولتستمر أعمالهم لسنوات، وفي هذا المقال نتذكر معًا بعض هؤلاء الفنانين، الذين استطاعوا الإبداع وتقديم فنهم رغم المعاناة، ليخرج في النهاية إرثًا عظيمًا تزداد قيمته بمرور الزمن.

الموسيقار الأسطوري “بيتهوفن”، والذي قدم أشهر المقطوعات الموسيقية في العالم، التي كان منها السيمفونية التاسعة، عانى طويلاً مع مرض الاكتئاب، بل وتكهن البعض بإصابته بالاضطراب ثنائي القطب أيضًا، فضلاً عن إدمانه للكحول، وهو الأمر الذي تسبب فيما بعد بإصابته بأمراض الكبد وتليفه التي أدى لوفاته.

وقد ذكر الكاتب “فرانسوا مارتن” في كتابه  عن حياة وموت بيتهوفن؛ أنه أظهر تغييرات وتقلبات كبيرة في المزاج، بالإضافة إلى ميل “بيتهوفين” في بعض فترات حياته للاكتئاب وأحيانًا الانتحار، وهو ما يدل على إصابته بالإضطراب ثنائي القطب، ورغم ذلك استطاع أن يقدم أعظم المقطوعات الموسيقية في تاريخ الموسيقى.

  • فنسنت فان خوخ

“فان خوخ” الرسام الهولندي الأشهر في التاريخ، وهو صاحب أشهر اللوحات وأغلاها سعرًا، ومن الأمور المعروفة عن “فنسنت فان خوخ” هى إصابته بالإضطراب النفسي، حيث أنه عانى في حياته من إصابته بمرض الاكتئاب أو كما يُطلق عليه بالاكتئاب الهوسي على وجه الخصوص، وكذلك الاضطراب ثنائي القطب والهلوسات، والتي تسببت في أن ينهي حياته منتحرًا وهو في سن السادسة والثلاثين.

وهناك الكثيرون الذين أرجعوا إصابته ومعاناته مع الاكتئاب إلى إدمانه على الكحول، والتي جعلته يعيش حياة صعبة مع مرضه، وهو نفسه الذي دفعه في إحدى الحوادث الشهيرة أن يقطع جزء من أذنه اليسرى.

  • سيلفيا بلاث

“سيلفيا بلاث” شاعرة أمريكية وكاتبة روايات وقصص قصيرة شهيرة، وهى تعد من أوائل الشاعرات الذين تناولوا سيرتهم الذاتية في أعمالهم، كما أنها كتبت تفاصيل اكتئابها وحياتها في أشعارها وكذلك في رواياتها، وعانت هى أيضًا من المرض النفسي، حتى أنها أقدمت على الانتحار وهى في سن العشرين أثناء دراستها في الجامعة، ولكنها نجت من محاولة الانتحار تلك، ومن ثم وُضعت داخل إحدى المصحات النفسية لتتلقى العلاج لعدة أشهر.

ورغم ذلك استمرت معاناتها، وبعد مرور سنوات قامت مرة أخرى بمحاولة الإنتحار ونجحت بالفعل في قتل نفسها، وتعد من أشهر أعمالها: رواية “الناقوس الزجاجي”، و”العملاق” وهو ديوان شعر، وكذلك ديوان “آرييل”.

  • ج. ك رولينج

إحدى أشهر الكاتبات اللواتي أُصبن بالاكتئاب، وهي صاحبة سلسلة “هاري بوتر” الشهيرة، وقد عانت “رولينج” كثيرًا مع الاكتئاب وذلك قبل أن تحقق نجاحًا عالميًا من خلال سلسلة “هاري بوتر”، ولكن حتى الشهرة والثروة لم تتمكن من علاجها من الاكتئاب تمامًا. وبناءًا على نصيحة من طبيبها النفسي بدأت “رولينج” بالعلاج السلوكي المعرفي، وبعد تسعة أشهر تغلبت على أفكارها الانتحارية والاكتئاب.

وجاءتها فكرة سلسلة “هاري بوتر” في رحلة بالقطار من مانشستر إلى لندن، وكانت قد كتبت مسبقًا بضعة فصول في البرتغال، لكنها عثرت على زخم الكتابة في المملكة المتحدة، واتخذت من مرضها مصدرًا للإلهام؛ لكي تستوحي منه الخرافات المكتوبة في السلسلة،  فكانت طريقًا ساعدها في التغلب على الإكتئاب الذي أثر على سير حياتها بشكل كبير.

  • فرانز كافكا

كاتب تشيكي يهودي، وهو يعد رائد الكتابة الكابوسية، وأحد أفضل الأدباء في فن الرواية والقصة القصيرة، وعادةً ما تتضمّن قصصه أبطالاً غريبي الأطوار يجدون أنفسهم وسط مأزق ما، وأغلب المواضيع التي يتناولها هى مواضيع نفسية، جاءت في أعماله كالاغتراب الإجتماعي، والقلق والذعر، والشعور بالذنب، وأشهر أعماله هي: رواية “المسخ”، و”المحاكمة”، و”القلعة”، وهو السبب في ظهور مصطلح الكافكاوية في الأدب، وهو رمز للكتابة الممتلئة بالسوداوية.

وكانت حياته مؤلمة، حيث عانى “كافكا” من مرض السل، وتوفي في سن الأربعون، وكان الجوع هو السبب في وفاته، بعد أن أصاب المرض حنجرته، مما جعل الأكل مؤلمًا جدًا، ولم تكن حقن التغذية قد اكتشفوها وقتها، فلم يجد طريقة ليُغذي بها جسده.

وكتب الطبيب الذي كان يرعاه في أيامه الأخيرة في المصحة، أن وجهه كان جامد صارم مترفع، وبعد وفاته عثر صديقه “ماكس” على قصاصة كتبها “كافكا” في لحظات يأسه ومعاناته، يرجوه فيها بأن يحرق كتاباته غير المنشورة، ومنها رواياته الثلاثة، لكن صديقه لم ينفذ وصيته.