/ سارة خليل /
دائمًا ما كان للكاتب أسامة أنور عكاشة بصمته الخاصة والمتفردة فيما يقدمه، فعلى الرغم من محاولات الكثيرين للاقتراب من أسلوبه وطريقته في الكتابة، التي كان يعمل بها على مدار رحلته الفنية. إلا أن أحدًا منهم لم يفلح في هذا، ولم تثمر كل هذه المحاولات عن مثل ذلك التميز. ومثل تلك الحالة شديدة الوهج والتألق، التي كان يتمتع بها في أعماله، الكاتب الكبير “أسامة أنور عكاشة” الذي منذ رحيله عن عالمنا، حدث ذلك الفراغ الكبير في عالم الدراما التلفزيونية من تلك الحالة التي كان يصنعها، بخلطته الخاصة ومزجه بين السياسة والحياة الإجتماعية.
فكان عن حق كاتب ملحمي متميز من بين أبناء جيله، وكان وحده قادرًا على صناعة نص درامي يمزج فيه بين الماضي والحاضر، وأيضًا يتناول فيه قراءة للمستقبل في سلسلة من الأجزاء المحكمة والمحبوكة.
وفي هذا المقال سنتناول أهم أعمال السيناريست أسامة أنور عكاشة في الدراما المصرية، لنقترب أكثر من هذه الظاهرة الفنية التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق قفزة نوعية في عالم الدراما التليفزيونية، وارتبط اسمه بأشهر المسلسلات المصرية في مصر والعالم العربي، والتي ما زالت تحقق نسب مشاهدة عالية حتى يومنا هذا.
من أهم المسلسلات التي كتبها “عكاشة” وأشهرها، وهو ذلك العمل الملحمي الذي استطاع أن يضم عددًا كبيرًا من النجوم فى عمل واحد، حيث زاد عدد الممثلين إلى 300 ممثل، واستمر المسلسل لخمس أجزاء، حيث تناول الحقبة الزمنية من تاريخ مصر الحديث بداية من عصر الملك فاروق مرورًا بثورة 23 يوليو، والنكسة، وانتصار 73، وحتى مرحلة الثمانيات وتغيراتها السياسية والاجتماعية، وحرب الخليج، وانتهاءًا بمطلع فترة التسعينات. وكانت الأحداث تجمع بين التغيرات السياسية وانعكاساتها على الحياة الاجتماعية بمختلف طبقاتها والصراع بينهم.
والمسلسل من إخراج “إسماعيل عبدالحافظ”، وقام ببطولته: يحيى الفخراني، صفية العمري، صلاح السعدني، حسن يوسف، سيد عبدالكريم، ممدوح عبدالعليم، آثار الحكيم وغيرهم من النجوم.
من أوائل أعمال “أسامة أنور عكاشة” التلفزيونية وهو إنتاج عام 1987، وتجري أحداثه داخل أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة حول “عباس الحلواني” صانع النحاس المزخرف، الذي ترك عالم الفتونة منذ زمن طويل، ولكنه لم يترك حبه لـ”نبوية الدلالة” التي كان يحبها في شبابه وعجز عن الزواج منها. وتنقلب أوضاع “عباس” والحي بالكامل، حينما يأتي إلى الحي باحث أثري ويخبر الأهالي بأنهم يرقدون فوق كنز، فيثير كلامه الطمع في نفوس أبناء الحي.
المسلسل من إخراج “فخر الدين صلاح”، وقام ببطولته: شكري سرحان، سميحة أيوب، نسرين، عبد الرحمن أبو زهرة، فردوس عبد الحميد، وأنور إسماعيل.
تدور أحداث مسلسل “الحب وأشياء أخرى” في إطار إجتماعي رومانسي حول “سامح” عازف البيانو و مُعلم الموسيقى، الذي يقيم في أحد الأحياء الشعبية. ويقع في حب الدكتورة “هند” التي تنتمي لإحدى العائلات العريقة، ويتحدى الثنائي كافة العقبات التي تقف في طريقهم، حتى يتم الزواج بينهم، لكن سرعان ما يدركان أن الفوارق الطبقية تطاردهم، وتهدد إستقرار حياتهم الزوجية.
المسلسل إنتاج عام 1986، وهو من إخراج “إنعام محمد علي”، ومن بطولة: ممدوح عبدالعليم، آثار الحكيم، جلال الشرقاوي، صلاح قابيل، مصطفى فهمي، ناهد رشدي، زهرة العلا، ونبيل الحلفاوي.
من أهم أعمال الدراما التليفزيونية، والتي ألقى فيها “أسامة أنور عكاشة” الضوء على الحياة في الإسكندرية في فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، والتي كانت تضم الكثير من الجنسيات سواء اليونانيين أو الإيطاليين أو الإنجليز الذين عاشوا فى مصر في تلك الفترة، حيث تدور الأحداث حول “بشر عامر عبد الظاهر” الذي وُلد من أب مصري وأم إيطالية، ويعاني من ذلك الانقسام بداخله، ويسعى للوصول إلى هويته.
ومسلسل “زيزينيا” والمكون من جزءين، من إخراج “جمال عبد الحميد”، وقام ببطولته: يحيى الفخراني، آثار الحكيم، أحمد بدير، نبيل الحلفاوي، جميل راتب، ماجدة الخطيب، هدى سلطان، فردوس عبدالحميد، وسيد عبدالكريم.
يعد مسلسل “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين” العمل الدرامي الوحيد الذي اقتبسه “أسامة أنور عكاشة” عن قصة لكاتب آخر وهو الكاتب الكبير “نجيب محفوظ”، وتدور أحداث المسلسل حول “رأفت الجوهري” الذي يسترد أمواله التي استولى عليها من قبل صديقه، بالتعاون مع زوجته السابقة تحت تهديد السلاح، وأثناء محاولة الهرب يتعرض لإصابة تؤدي إلى فقدانه للذاكرة، لتكون هذه هى البداية لسلسلة طويلة من الأحداث والمفاجآت.
المسلسل تم إنتاجه في عام 1981، وهو من إخراج “ناجي أنجلو”، وبطولة: أحمد زكي، هالة فؤاد، شكري سرحان، علي الشريف، سيد عبد الكريم، سعيد عبد الغني، إيمان.
يُعد مسلسل “عصفور النار” من روائع الكاتب “أسامة أنور عكاشة”، حيث عُرض المسلسل في عام 1987، وهو من إخراج “محمد فاضل”، وشارك في بطولته كلاً من: محمود مرسي، فردوس عبد الحميد، أمينة رزق، أنور إسماعيل، عبد الله محمود، محمد متولي، ونبيل الدسوقي.
وتدور أحداثه حول “صقر الحلواني” الرجل المتسلط الطامع في السلطة والثروة، والذي ينجح في تولي منصب العمدة في قريته، خلفًا لشقيقه “صادق”، والذي مات برصاصة طائشة، ليكون ذلك بمثابة لعنة على البلدة وأهلها وتتوالى الأحداث.
