بيروت بعد أشهر من الانفجار…

4 فبراير / 2021


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

سافرت إلى لبنان منذ شهرين بعد حوالى السنة، وكانت تلك المرة الأولى التي أغيب فيها عن بلدي لفترة طويلة، وليس بإرادتي. فكنت قد اعتدت على العودة مرة كلّ ثلاثة أشهر على الأقل لزيارة العائلة والأصدقاء وتمضية وقت لا يمكن تمضيته إلا في لبنان.

ولكن العام الماضي، كان عامًا استثنائيًا غيّبني عن بلدي لأكثر من 11 شهرًا، ولكنني عدت.

لقد عدت إلى بلد أجهله، مدينة لم أعهدها بهذا الشكل من قبل، وإلى جوّ عام من الكئابة، والحزن، والقلق من المجهول.

بيروت مدينة كانت تحاول نفض غبار الحرب الطويلة والأليمة التي عاشتها، ويبدو أنه مقدّر لها أن تستمرّ بنفض غبار ما نسببه لها. فبيروت الجرحة حاولت أن تلملم جراح أهلها التي زادت وتعمقت في الرابع من آب\أغسطس 2020. هذا الحدث الذي هزّ منطقة الشرق الأوسط والعالم، وأبكى اللبنانيين المنتشرين في بقاع الأرض كافةً.

لن ندخل في أمور السياسة، والاقتصاد، وجائحة كوفيد-19 أو أيّ من المشاكل الكثيرة، الكثيرة، التي يعيشها لبنان واللبنانيون.

خرجت في نزهة إلى شوارع الجميزة ومار مخايل، وهما الشارعين من الأكثر تضررًا ولكنهما الشارعين اللذين كانا يحتويان على معظم ذكرياتي في المدينة الجميلة، وذكريات الآلاف من اللبنانيين. لقد محيت أماكن بعض الذكريات من الوجود ولم يعد هناك سوى سراب في ذاكرتنا ومخيلتنا عن ما كانت عليه بيروت.

وعلى رغم كلّ ذلك، لقد رأيت فسحة من الأمل أيضًا بين ركام بعض الأبنية وفي بعض الأروقة التي لا يقصدها إلا الذي يعرفها جيدًا.

وأتمنى أن يحصل أهل بيروت بشكل خاص ولبنان بشكل عام على العدالة وأن يروا كلّ من تسبّب بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الكارثة، علّ ذلك يشفي غليل كلّ أمّ فقدت أولادها، أب فقد أولاده، ابن فقد والديه، رجل فقد طفله، امرأة فقدت أخيها أم أختها، عائلة فقدت بيتها وحياتها…

أكتب هذا المقال وفي قلبي أمل وعلى وجهي ابتسامة حسرة، آملاً أن تبقى بيروت أمّ الشرائع وستّ الدنيا، علّها تضمّد جروحها مع الأمل أن يعرف أهلها كيف يصونونها ويعطونها المعاملة التي تستحقها.

 

م.ي.