الرحلة الذهبية لملوك وملكات مصر القديمة…أبرز مشاهد موكب المومياوات الملكية الذي أبهر العالم

6 أبريل / 2021


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

\ سارة خليل \

في مشهد تاريخي مهيب، شهدت القاهرة حدثًا جلل، مساء السبت 3 أبريل\نيسان، وهو نقل المومياوات الملكية لـ 22 ملك وملكة من ملوك مصر القديمة، من المتحف المصري بالتحرير، إلى مستقرهم الأخير بالمتحف القومي للحضارة المصرية بمدينة الفسطاط. والحدث الإستثنائي بكل المقاييس، حظي بمتابعة واهتمام كبير من دول العالم أجمع، حيث كان الحدث هو الوسم الأول على مستوى العالم على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى جانب مشاركة أكثر من 400 قناة تليفزيونية من حول العالم، لنقل الحدث بشكل مباشر من القاهرة، وهو الحدث الذي لم يفشل في نيل إعجاب وثناء من شاهدوه، لتكون أفضل رسالة من الأحفاد للأجداد، بالحفاظ على مجد حضارتهم العظيمة التي هى مهد التاريخ، واستحضار روحهم التي تركت إرثًا إنسانيًا وحضاريًا لا مثيل له.

حفل استثنائي ودقة في التفاصيل

شهد الحفل دقة كبيرة واهتمامًا لا مثيل له بأدق التفاصيل، بداية من اختيار الملابس والإكسسوارات، سواء للمشاركين في العرض أو للفنانين المشاركين في تقديم العرض من أماكن أثرية وتاريخية مختلفة في مصر، وأيضًا الأوركسترا الموسيقية التي عزفت موسيقى الحفل المبهرة بقيادة المايسترو “نادر عباسي”، وشهدت غناء أنشودة من المقطوعات الجنائزية، وهي مختارات من ترانيم “مهابة إيزيس”، المكتوبة على جدران معابد الأقصر، وهى باللغة المصرية القديمة وقُدمت لأول مرة في حفل غنائي، فضلاً عن الإضاءة المبهرة للمباني ولميدان التحرير والأماكن الأثرية، والتصوير المذهل الذي يتناسب مع الحدث الكبير.

ولم يغفل صُناع الاحتفالية كذلك استخدام الأطباق البلورية المضيئة، والتي تقدمت الموكب الضخم، وهى ترمز إلى قرص الشمس (رع)، الذي يشع نوره لينير ظلام العالم، فهو نور الشمس التي تشرق على أرض مصر، وكان قدماء المصريين يستخدمونه قديمًا أمام موكب الملك لينير الطريق، وهو رمز للحضارة المصرية التي أنارت العالم.

كما أن الشمس في الحضارة المصرية القديمة هى مثال للموت والحياة في شروقها وغروبها، ومن هنا جاءت فكرة الدفن في البر الغربي حيث غروب الشمس عن الدنيا، ومعه غروب الحياة، ومع شروق الشمس مرة أخرى، يُبعث الملوك من جديد وكأنها حياة جديدة، فكانت وكأنها بعث جديد لملوك مصر على أرضهم التي حكموها منذ آلاف السنين، قبل الوصول لمستقرهم الجديد والأخير بمتحف الحضارة، بعد 100 عام قضوها في المتحف المصري بالتحرير.

 

تجهيز المومياوات للحدث الأهم

وقد شهد الموكب نقل المومياوات بطريقة بالغة الدقة داخل كبسولات تحتوي على غاز النيتروجين، لضمان الحفاظ على سلامتها، وفي توابيت خشبية خاصة معالجة ضد الاهتزاز، يحمل كل منها اسم الملك أو الملكة باللغتين العربية والإنجليزية. كما وُضعت على سيارات بتصميم فريد، تحمل أسماءهم أيضًا، وكان ترتيب تحرك المومياوات في الموكب بالأقدمية التاريخية، حيث تقدمهم الملك “سقنن رع” أحد أهم ملوك الأسرة ال 17، انتهاءًا بالملك “رمسيس التاسع” أحد ملوك الأسرة العشرين.

وقد شاركت وزارة الإنتاج الحربي المصرية أيضًا في الحدث بـ 22 عجلة حربية فرعونية الطراز، صُنعت في مصنع إنتاج وإصلاح المدرعات “مصنع 200 الحربي”، وتقدم الموكب الدراجات النارية الخاصة بالحرس الجمهوري، ليكون في استقبال الموكب رئيس الجمهورية “عبد الفتاح السيسي”، كما أطلق حرس الشرف 21 طلقة تحية لملوك مصر من أمام المتحف.

ملوك وملكات مصر أبطال الحدث الذهبي

الموكب التاريخي شهد نقل 22 مومياء ملكية، منها 18 ملك و4 ملكات، تعود إلى عصر الأسرة الـ 17 و18 و19 و20، هؤلاء الملوك هم: “رمسيس الثاني، ورمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وتحتمس الأول، وتحتمس الثاني، وتحتمس الثالث، وتحتمس الرابع، وسقنن رع، وأمنحتب الأول، وأمنحتب الثاني، وأمنحتب الثالث، وسبتاح، ومرنبتاح، وسيتي الأول، وسيتي الثاني”.

والملكات الأربعة هن: “حتشبسوت، وأحمس نفرتاري، والملكة تي، وميريت آمون”، حيث اُكتشفوا لأول مرة في المعابد الجنائزية بالدير البحري في الأقصر، وفي وادي الملوك في عام 1871، وأقدم هذه المومياوات هى مومياء الملك (سقنن رع تاعا)، وهو أحد ملوك الأسرة السابعة عشر، والذي حكم مصر في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وهو من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس المحتلين لمصر أنذاك، وأاستشهد في إحدى معاركه مع الهكسوس، وهو والد الملك (أحمس)، الذي حكم مصر ونجح في طرد الهكسوس، من بعد موت والده وأخيه الملك (كاموس) آخر ملوك الأسرة السابعة عشر، والذي حارب هو الآخر، واُستشهد مثل أبيه.

كما ضم الموكب مومياء الملك (رمسيس الثاني) أحد أعظم وأشهر ملوك مصر القديمة، وهو أحد ملوك الأسرة التاسعة عشر، حيث اعتلى عرش مصر شابًا، وحكم مصر فترة حوالي سبعة وستين عامًا، وامتاز عهده بالعظمة والمجد في كل شئ، خاصة في أعمال البناء والتشييد، والتي امتدت في أرض مصر، وبلاد النوبة، وبلاد الشام، وعلى ساحل البحر المتوسط، وصنع إمبراطورية ضخمة وعظيمة، حيث لم يُشيد ملك مصري قديم من معابد، وتماثيل ضخمة، ومسلات، مثلما فعل الملك (رمسيس الثاني).

الملكة (حتشبسوت) والتي كانت ضمن ملكات الموكب الذهبي، هى أحد أشهر ملكات مصر في تاريخها، وهى إحدى ملكات الأسرة الثامنة عشر، حكمت مصر بعد وفاة زوجها الملك (تحتمس الثاني)، فكانت وصية على الملك الصغير (تحتمس الثالث)، ثم تولت الحكم بعدها، وبنت معبدها الشهير بالدير البحري في الأقصر.