/ سارة خليل /
يشهد كوكب الأرض تأثيرات حقيقية وكبيرة، بسبب ما يُسمى بالتغير المناخي، وظاهرة التغير المناخي تُعرف بأنها أي تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس، والذي يحدث لمنطقة معينة، ويمكن أن يشمل أيضًا معدل درجات الحرارة وحالة الرياح، وغيرها من الظواهر البيئية.
أو يمكننا القول بأنها مجموعة من الاختلالات التي تطرأ على حالة المناخ العامة في الكرة الأرضية، والتي تُسبب تغيرًا جذريًا في الطقس نتيجة عدة عوامل، ويزداد التخوف من تفشي هذه الظاهرة وتفاقمها أكثر فأكثر، خصوصًا في ظل ازدياد نسبة التلوث، وتغير نمط الحياة الذي يُعد سببًا أساسيًا في حدوث هذه الظاهرة.
وهذه التغيرات يمكن أن تحدث لأسباب كثيرة، فيمكن أن تحدث لأسباب طبيعية مثل البراكين، أو بسبب قوى خارجية مثل سقوط النيازك، أو التغير في شدة أشعة الشمس، ولكن ما حدث مؤخرًا من تغيرات جذرية في المناخ، يرجع سببها الرئيسي لنشاطات الإنسان المدمرة للبيئة وللحياة على الكوكب.
لذلك كان لهذه التغيرات تأثيرها السلبي الواضح والكبير على حياة الإنسان، وعلى الكائنات الحية أيضًا التي تشاركنا الحياة على هذا الكوكب، والتي أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا للكثيرين، وباتت هى الشغل الشاغل لدول العالم، وخاصة الدول المتقدمة والتي لها الدور الأساسي بشكل أو بآخر فيما يحدث على سطح الكوكب، وفي هذا المقال نستعرض أبرز تلك التغيرات المناخية، وتأثيرها على الحياة في كوكبنا.
ازدياد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون
بسبب التأثير البشري، ازداد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو بنسبة تجاوزت الثلث منذ قيام الثورة الصناعية، وغاز ثاني أكسيد الكربون هو مكون بالغ الأهمية في تركيب الغلاف الجوي للأرض، ويُطلق غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي عبر عمليات طبيعية، مثل التنفس والثورات البركانية، ومؤخرًا زادت نسبته بسبب الأنشطة التي قام بها الانسان، مثل إزالة الغابات، والتغير في إستخدام الأراضي، وحرق بعض أنواع الوقود مثل الفحم، ويُعد أهم عامل من عوامل تغير درجات الحرارة للأرض، مما أثر على تغير المناخ.
ارتفاع درجة حرارة الكوكب
ينتج عن إرتفاع درجة الحرارة الكثير من الظواهر البيئية الأخرى، مثل: زيادة معدلات التبخر، وبالتالي زيادة نسبة سقوط الأمطار عن المعدل الطبيعي، مما يتسبب في حدوث فيضانات، والتي تتسبب بطبيعة الحال في غرق الأراضي الزراعية، بل وبعض المدن أيضًا المأهولة بالسكان، ولكن أثر ذلك يختلف من منطقة إلى أخرى، فنرى بعض المناطق تصبح أكثر رطوبة والبعض الآخر أكثر جفافًا.
ذوبان الجبال الجليدية وجفاف الأنهار
أحد الظواهر المرتبطة أيضًا بزيادة درجة الحرارة، أو ما يسمى بظاهرة الإحتباس الحراري، التي يسفر عنها إرتفاع درجة حرارة المحيطات، وإذابة الكتل الجبلية الجليدية وجفاف الأنهار، وغيرها من الأسطح الجليدية جزئيًا، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار، وبالتالي يؤدي ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات إلى تمددها، الأمر الذي يسهم إلى حد أبعد في ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي قد يترتب عليه تهديد بعض المدن الساحلية بخطر الغرق.
التأثير السلبي على النباتات
تسبب التغير المناخي في الكثير من المشاكل المدمرة للبيئة، مثل: دمار الغابات المطيرة وإنهيارها، وكذلك إنجراف التربة، وتعرض الطبقة السطحية منها لعوامل التعرية نتيجة الفيضانات، والانجرافات الشديدة، وفي المقابل حدوث ترسيب في مناطق أخرى.
فضلاً عن ارتفاع نسبة الرطوبة بشكلٍ كبير، مما يؤثر على الإنسان، والحيوان، والنبات، وجميع العناصر البيئية بشكلٍ عام، كما أن حدوث سوء في توزع مياه الأمطار في كثير من مناطق العالم، أثر على نمو النباتات أيضًا، إلي جانب حدوث الكوارث البيئية مثل حرائق الغابات، وكذلك تعرض الغطاء النباتي للدمار، بسبب التغيرات الجذرية في حالة المناخ، وعدم قدرة النباتات على التكيف معها.
تحول جذري في الطقس
ذلك التحول في الطقس ظهر من خلال حدوث تطرف كبير في حالات الطقس على مستوى كوكب الأرض، مثل الانخفاض الحاد والشديد في درجات الحرارة في فصل الشتاء، وارتفاع درجات الحرارة لدرجة قياسية في فصل الصيف، بل وفي أوقات متفرقة من السنة أحيانًا.
التأثير السلبي على الحالة الصحية للكائنات الحية
انتشار الآفات والأمراض والأوبئة، نتيجة انتشار البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، بسبب إرتفاع درجات الحرارة وتهيؤ الظروف لعيش هذه الحشرات وتكاثرها، فضلاً عن تأثر الحيوانات وانقراض أعداد كبيرة منها، بسبب التغيرات المناخية التي تمنع تكيفها، كأن يحدث ارتفاع كبير في درجات الحرارة، أو انخفاض شديد عليها.
