إليك الطريقة المثلى للتغلب على الفراغ العاطفي في حياتك

16 نوفمبر / 2020


Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222

Notice: Trying to access array offset on value of type bool in /home/u759968334/domains/almaqala.net/public_html/wp-content/plugins/sitepress-multilingual-cms/sitepress.class.php on line 4222
Spread the love

/ سارة خليل /

الفراغ العاطفي من أكثر المشاكل التي يعاني منها الشباب، نظرًا لغياب الاحتواء الأسري في حياتهم، مع زيادة الضغوط المادية والإقتصادية، وكذلك غياب الحب الصادق بسبب خلل توازن الحياة لدى الكثير من الشباب. فمنهم من يهتم أكثر بالعمل والنجاح في الحياة المهنية، ومنهم من يستغل مشاعره الاستخدام غير المناسب، فنجد الكثير منهم يتأثر بالكلام المعسول وكلمات الغزل بسرعة، وهذا ربما يرجع لعدم الثقة بالنفس، التي تجعله يتعامل مع المشاعر الزائفة بإعتبارها صادقة وحقيقية؛ بسبب حاجته الشديدة للحب والإحتواء.

والفراغ العاطفي هو حالة تنتاب الشخص يشعر معها بأنه مهمش أو مُهمل، لا يأبه له أحد، أو يهتم لأمره وما يمر به من ظروف، فيعيش إحساسًا بالوحدة والحزن، ويشعر بفراغ في حياته يجعله يُقدم على الانخراط في أي علاقة، حتى وإن كانت غير سوية أو غير مناسبة له، وذلك فقط لأنه لا يشعر بالاهتمام.

وطالما أن الحب ضرورى للاستقرار النفسي والعاطفي والإجتماعي للإنسان، ولا أحد يمكنه أن يعيش من دون حب، لذلك ينتج عن الفراغ العاطفي وحاجة الإنسان الشديدة للوقوع في الحب، الكثير من الآثار السلبية على الحالة النفسية للإنسان، فتجعله ينجذب للشخص الخاطئ ويتعلق به، بل ويحمل بداخله مشاعر حب تجاهه، مما يتسبب في ترك أثر نفسي سيئ بداخله.

لذلك يجب مواجهة هذه المشكلة والبحث عن علاج لها، وفي هذا المقال نقدم لك الحل المثالي للتغلب على مشكلة الفراغ العاطفي في حياتك.

  • الاعتراف بوجود هذه المشاعر

أول الطريق لحل المشكلة هو الاعتراف بوجودها في الأساس، ومع المشكلة التي نتحدث عنها، لابد من الشخص الذي يعاني من الفراغ العاطفي تقبل هذا الشعور وعدم الاستسلام له، وعليه أن يفهم أنها ليست مشكلته بمفرده، بل يعاني منها الكثيرون، لهذا عليك أن تدرك أنك لست وحدك، وبداية الحل لهذه المشكلة هى تقبلها والتعايش معها، خاصة إذا كانت بسبب فقدان شخص عزيز عليك.

  • افهم مشاعرك

في أحيان كثيرة يكون سبب شعور الإنسان بالفراغ العاطفي، ناتج عن عدم فهمه لنفسه ولمشاعره، فربما يكون من حولك الكثير من الأشخاص المناسبين لك، والذين يكنون لك مشاعر الحب والاهتمام، ولكنك لا تراهم ولا تشعر بهم، والسبب أنك لا تفهم ما تحتاج إليه بالضبط، لهذا فإن فهمك لمشاعرك، ومعرفتك باحتياجاتك في العلاقة العاطفية، يساعدك بشكل كبير في الوصول للحب، ويجعلك تفكر في الأمر بشكل أكثر واقعية، والإبتعاد عن الصورة الخيالية للعلاقات العاطفية التي لا نجدها سوى في الروايات.

  • خصص مزيد من الوقت لنفسك

مع زيادة ضغوطات الحياة ومتاعبها، والبحث عن النجاح والعمل على تحقيق الأهداف، فإننا ننسى أنفسنا تمامًا ونهملها بشكل كبير، وربما مع ركضك المستمر تنسى ما تحبه وما كنت تتمناه حقًا، وتضيع أحلامك في طريق الحياة، لهذا يجب أن تخصص مزيد من الوقت لتكتشف ذاتك، ولتحبها أكثر، ولتجعلها سعيدة، فلا تنتظر أن يأتيك الحب والاهتمام من شخص آخر، لكن كن أنت المُبادر، فيمكنك الذهاب لمطعم جديد وتناول طعام لم تتذوقه من قبل، ربما شراء بعض الهدايا أو الأشياء التي تحبها لنفسك، وكذلك ممارسة الرياضة أو التأمل، كما يمكنك كتابة ما تشعر به وما تريده؛ كوسيلة للتنفيس عما بداخلك.

  • املأ الفراغ بداخلك بحبّ أعظم

من أكثر الأسباب التي تجعل الإنسان يتأثر سلبيًا وبشكل كبير نتيجة الفراغ العاطفي، هو عدم فهمه لحقيقة الحب، واعتماده على أشخاص بعينهم لإشباعه بهذه المشاعر. ولكن في حقيقة الأمر مشاعر الحب تنبع في الأساس من داخل الإنسان، فإن لم تكن تحب نفسك بالقدر الكافي، فلن تجد من يحبك بالقدر الذي تتمناه، كما أنك لن تكون قادرًا على حب الآخرين، لأن فاقد الشيئ لا يعطيه، لهذا اجعل مخزون الحب بداخلك كبير بالقدر الذي يكفيك ويفيض.

ولا تترك المهمة فقط على شريك حياتك، بل املأ هذا الفراغ بحبك لنفسك ولعائلتك وأصحابك، واشعر بحبهم يغمرك، وذلك سيحدث إذا قررت أنت أن تحبهم، وبادرت بهذه المشاعر، وأعظم حب يمكن أن تشعر به ويصبح لديك الاكتفاء معه هو حبك لله وقربك منه، فأحرص على تقوية الجانب الروحاني في حياتك، لأنه سيقويك ويصفي قلبك، ويجعلك طاقة حب هائلة لمن حولك.

  • كن واثق بنفسك

الثقة بالنفس هي مفتاح الحل لكل المشكلات في حياتك وأولها الفراغ العاطفي، فيجب أن يكون لديك الاعتزاز الكافي بالنفس، الذي يجعلك تدرك بأنك تستحق حياة جيدة مع الشخص المناسب، وبالتالي تدرك قيمتك، ولا تتأثر بكلام الناس من حولك خاصة السلبي منه، وبالتالي لا تكون رد فعل لما حولك، وكذلك لا تتأثر بكلام الغزل، أو الرغبة الكبيرة في الإرتباط تحت أي ظرف، وتضطر لإختيار خاطئ متسرع تندم عليه.

  • اجتهد لتحقيق أهدافك

أن يكون لحياتك هدف واضح ومحدد تريد تحقيقه، هو ما سيساعدك حقًا على تجاوز هذه المشاعر السلبية والشعور بالفراغ، لأنك ستشعر بأن لحياتك قيمة كبيرة، وأنك قادر على فعل الكثير، وهذا بدوره يعزز من ثقتك بنفسك، ويجعل لحياتك معنى، وسيمنحك السعادة والشعور بالرضا والاستحقاق، وسيكون له تأثيره أيضًا على اختياراتك، لأن أولوياتك ستختلف في هذه الحالة، ولن تسيطر عليك مشاعر الارتباط العاطفي بأي إنسان تقابله وتتعلق به، بل سيكون لديك شروطك الخاصة التي تحددها لشريك حياتك، وتتوافق مع حياتك وإمكانياتك وأهدافك، فكن متفائلاً دائمًا، وأعلم أنك تستحق الأفضل.