\ سارة خليل \
الفن السابع وعالم السينما كان دائمًا وما زال بحر القصص والأفكار، التي يرويها صناعها من نبع خيالهم وابداعهم، فينسجون بعقولهم ووجدانهم حكايات لأبطال ينتصرون للخير، أو قصص تحكي عن العلاقات بين البشر وبعضهم من محبة أو كراهية أو خيانة وغيرها، كما يتطرقون لعوالم ليست موجودة في الواقع، من حكايات عن كائنات أسطورية وكائنات فضائية، وقدرات خارقة، عوالم لها قوانينها الخاصة، التي نعيش معها لحظة بلحظة، ونتعاطف مع أبطالها.
ولكن السينما لم تقتصر في حقيقة الأمر في قصصها على خيال الكاتب والمخرج فقط، بل أنتجت لنا أفلام استوحت أحداثها وتفاصيلها من حكايات ومواقف حدثت بالفعل على أرض الواقع، نرى فيها أشخاص حقيقية، نعرف حياتهم ونشعر بما شعروا به، فيكون التعاطف مع هذه الأفلام أكبر بكثير.
وفي هذا المقال، نقدم لكم مجموعة متميزة من الأفلام الأجنبية، والتي أاقتبست من أحداث حقيقية، فلا تفوتك مشاهدتها.
Patch Adams
فيلم أمريكي كوميدي، إنتاج عام 1998، وهو مقتبس عن قصة حياة “هانتر باتش أدمز”، وهو طبيب ومؤسس معهد “جيزوند هايت” الطبي، وكان يتميز بأنه يعالج مرضاه بالضحك والمعاملة الرائعة التي تملؤها البهجة، وكان يواظب على القيام برحلات منتظمة بالاشتراك مع فريق للمتطوعين، يقومون بالتنكر في ملابس مُهرجين بهدف نشر السعادة والضحكة بين المرضى والأيتام، إلا أن طريقته كانت تواجه بالرفض من قبل المجتمع العلمي، الذي يرى أنها غير ناجحة وبعيدة عن العلم، لكنه كان يرى أن علاج الاكتئاب بالفرحة والبهجة أفضل من استخدام العقاقير والأدوية، حتى وإن تجول مرتديًا ملابس ملونة.
الفيلم مبهج ورائع لأبعد الحدود، ويحتوي على العديد من المشاعر الإنسانية الرائعة، وهو من تأليف “ستيف أويديكيرك”، وإﺧﺮاﺝ “توم شادياك”، وبطولة: “روبين ويليامز”، “فيليب سيمور هوفمان”، “مونيكا بوتر”، و”مارشا غارسيس”.
Darkest Hour
فيلم رائع، وهو درامي حربي، صدر عام 2017، وأحداث الفيلم مأخوذة عن أحداث حقيقية، حيث يتناول الأيام الأولى من الحرب العالمية الثانية، وما حدث وقتها وقيام ملك بريطانيا في ذلك الوقت “جورج السادس” بتعيين “ونستون تشرشل” رئيساً للوزراء، ليكون عليه مواجهة ظروف الحرب الصعبة، واتخاذ قرارات مصيرية، إما بالحرب أو التفاوض، خاصة بعد سيطرة الجيش الألماني على معظم قارة أوروبا.
الفيلم من إخراج “جو رايت”، وسيناريو “أنتوني ماكارتن”، وقام ببطولته: “غاري أولدمان”، و”ليلي جيمس”، و”كريستين سكوت”، وترشح الفيلم ل 4 جوائز أوسكار، فاز منها بجائزتين وهما: جائزة الأوسكار لأفضل ممثل “غاري أولدمان”، وجائزة الأوسكار لأفضل مكياج وتصفيف شعر.
Allied
فيلم رومانسي حربي، وتدور أحداثه أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو مقتبس عن أحداث حقيقية، عن فتاة تُدعى “ماريان بوسجور”، والتي يقع في حبها “ماكس فاتان”، ويتزوجها وينجب منها طفلة، يتم تكليفهما بمهمة خطيرة في (كازابلانكا)، حيث يتوجب عليهما اغتيال السفير الألماني، إلا أن “ماكس” يبدأ بالشك في “ماريان”، وأنها قد تكون جاسوسة نازية، فيبدأ بالتحقيق في الأمر.
وقد تم القبض على “ماريان بوسجور” في الحقيقة، وأًعدمت عام 1941، وصدر الفيلم عام 2016، وهو من تأليف “ستيفن نايت”، وإخراج “روبرت زيميكس”، وبطولة: “براد بيت”، “ماريون كوتيار”، و”جاريد هاريس”.
Changeling
فيلم إثارة مقتبس عن أحداث حقيقية، حيث يتناول قصة سيدة تلجأ للشرطة للبحث عن ابنها المفقود، إلا أن الشرطة تعود بعد 5 أشهر ومعهم فتى آخر يدعون أنه ابنها، وتجبرها الشرطة على اصطحابه معها، إلا أنها تعود لفضح فساد قسم الشرطة، والقصة مأخوذة عن سيدة تُدعى “كريستين كولينز”، فقدت ابنها في عام 1928، وتوجهت لقسم شرطة بولاية لوس أنجلوس، ولم تتمكن من العثور على ابنها، ويُرجح أنه راح ضحية جرائم قتل.
الفيلم إنتاج عام 2008، إخراج “كلينت إيستوود”، وتأليف “مايكل سترازنسكي”، وبطولة: “أنجلينا جولي”، “جون مالكوفيتش”، و”جيفري دونوفان”.
Bridge of spies
هو فيلم درامي، يدور حول محامي من نيويورك، متخصص في قضايا التأمينات، يتم اختياره من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية، للدفاع عن شخص، يُشتبه بأنه عميل لصالح الاتحاد السوفيتي، ورُغم أن الجميع يعتبرونه مذنبًا، إلا أن ذلك المحامي يخوض حربًا لتبرئة موكله، بسبب دوافعه الإنسانية.
صدر عام 2015، من كتابة “إيثان موين”، و”جويل كوين”، وإخراج “ستيفن سبيلبرغ”، وبطولة: “توم هانكس”، و”مارك رايلانس”، و”أيمي رايان” وغيرهم، ونال عنه “مارك رايلانس” جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.
127 Hours
فيلم درامي، صدر في 2010، وهو ينتمي لفئة أفلام الصراع للبقاء على قيد الحياة، حيث يسرد الفيلم المعاناة والرعب الذي عاشهما “آرون رالستون” ذو الثمانية والعشرين عامًا، وهو متسلق للجبال. ويروي الفيلم الأيام الخمسة التي قضاها مُحتجزًا بين الجبال، في حفرة بوادي (بلو جون) في ولاية (يوتاه) الأمريكية، بعد أن تعثر وانزلق إلى داخل إحدى الحُفر، عندما كان يتجول بدراجته الهوائية هناك.
وينتهي به الحال وقد حُشرت ذراعه اليمنى بين الصخور، فما كان منه بعد تأكده من استحالة إنقاذه، إلا أنه قام ببتر ذراعه، وشق طريقه سيرًا على الأقدام، ليجتاز تلك المنطقة الوعرة.
وقد قام “رالستون” بسرد تجربته وما تعرض له في كتاب بعنوان “بين الصخر ومكان قاسي”، والذي يروي سيرته الذاتية، والفيلم إخراج “داني بويل”، وبطولة: “جيمس فرانكو”، “أرون رالستون”، و”كايت مارا”.
