\ سارة خليل \
للسينما سحرها الخاص، وأفلامها التي تتنوع في موضوعاتها وطرق تنفيذها وتصويرها، ومن ضمن هذه الطرق والتقنيات في التصوير هي تقنية الـ “وان شوت” أو اللقطة الواحدة، فكما نعرف جميعًا أن الأفلام السينمائية عبارة عن مجموعة من المشاهد، التي تختلف باختلاف المكان والزمان، وينتهي كل مشهد بتغيير مكان التصوير أو زمانه، ولكن في أفلام اللقطة الواحدة، نجد أن الكاميرا لا تتوقف عن العمل، وكأن الفيلم كله أصبح مشهدًا واحدًا.
وبالتأكيد الأمر ليس كما يبدو، وهناك بالفعل لحظات تتوقف فيها الكاميرا عن العمل، فنجد أن صناع العمل في النهاية يتحدثون عن أن فيلمهم يتكون مثلاً من 7 أو 8 لقطات وربما 10 لقطات، إلا أننا كمشاهدين لا نلاحظ ذلك، خاصة وأن أغلب مشاهد الفيلم يتم إلتقاطها بالفعل في لقطة واحدة. وهذا النوع من الأفلام يعطي للمشاهد إحساسًا بالحياة داخل الفيلم، وأنه متعايش مع الشخصيات في الفيلم بصورة أكبر، كما أن له قدرة جذب بصرية كبيرة للمشاهدين، ويزيد من حماسهم أثناء المتابعة.
وفي هذا المقال نستعرض معًا أهم وأقوى أفلام ال “وان شوت” أو اللقطة الواحدة التي لا تفوتك مشاهدتها.
Birdman
فيلم فانتازيا كوميديا سوداء أمريكي، صدر في عام 2014، وتدور قصة الفيلم حول “ريجان طومسون”، وهو ممثل كان مشهور في السابق بتقديم دور البطل الخارق “الرجل الطائر”، في سلسلة أفلام شهيرة منذ عدة سنوات، ولكنه أصبح في طي النسيان، ويأمل في استعادة أمجاده السابقة، عن طريق كتابة وإخراج مسرحية وتأدية دور البطولة فيها.
والفيلم من تأليف وإخراج المخرج المكسيكي “أليخاندرو إيناريتو”، وصُورت أحداث الفيلم في لقطة واحدة استمرت 119 دقيقة، وقد ترشح الفيلم لتسع جوائز أوسكار في حفلها عام 2015، ونجح في الفوز بـ 3 جوائز منها وهي: أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو أصلي، فضلاً عن فوزه بجائزة الجولدن جلوب كأفضل سيناريو أصلي، وجائزة أفضل ممثل لـ “مايكل كيتون”.
وقام بالبطولة كل من: “مايكل كيتون”، “إدوارد نورتن”، “إيما ستون”، و”نعومي واتس”، حصل الفيلم على تقييم 7.7 من 10 على موقع IMDb، وتقييم 91% على موقع Rotten Tomatoes.
1917
من أروع الأفلام التي بإمكانك مشاهدتها على الإطلاق، فهو فيلم حربي صُورت أحداثه بتقنية اللقطة الواحدة، حيث تتبع الكاميرا أحداث الفيلم وأبطاله وما يتعرضون له من خلال بطلي الفيلم المجندين “شوفيلد” و”بليك”، واللذان يتلقيان أمرًا شديد الخطورة، وهو إيصال رسالة تحذر من كمين خلال واحدة من المناوشات في فترة الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد فترة وجيزة من التراجع الألماني في حربها مع بريطانيا، فيتسابق المجندان مع الزمن، لعبور أراضي العدو، وإيصال تحذير من الوقوع في فخ قاتل أعده الألمان لكتيبة بريطانية مكونة من 1600 رجل، بمن في ذلك شقيق “بليك”، فيكون عليهم بذل قصارى جهدهم لإنجاز المهمة والبقاء أحياء.
وتقنية التصوير خاصة وأنه فيلم حربي، ساهمت في جذب انتباه الجمهور، وبقاؤه طوال الوقت في حالة تشويق وتوحد مع الشخصيات، فرَصَد الأمر بجانب كبير من الواقعية، واستطاع نقل أحاسيس المجندين في هذه المرحلة، مدة الفيلم 119 دقيقة، وقد تلقى الفيلم إشادة واسعة من الجمهور والنقاد.
والفيلم إنتاج 2019، وهو تأليف وإخراج “سام ميندز” حيث استلهم فكرة الفيلم من حكايات حكاها له جده في فترة تجنيده خلال الحرب، وقد نجح الفيلم في الفوز بجائزة الأوسكار كأفضل تصوير سينمائي، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل دمج أصوات، كما فاز بجائزة الجولدن جلوب كأفضل فيلم وأفضل مخرج.
قام بالبطولة: “جورج ماكاي”، “دين تشارلز”، ريتشارد مادن”، و”بينديكت كامبرباتش”، وحصل الفيلم على تقييم 8.3 من 10 على موقع IMDb.
Rope
واحد من أهم وأشهر وأمتع أفلام اللقطة الواحدة في تاريخ السينما الأمريكية، وهو فيلم الجريمة الشهير للمخرج “ألفريد هتشكوك”، إنتاج عام 1984، وقد تم تصويره بلقطة واحدة وهو مدته 81 دقيقة. والفيلم من تأليف “آرثر لورينتس”، “بن هيكت”، وهو يستند إلى مسرحية تحمل الإسم نفسه، للكاتب والمخرج “باتريك هاملتون”.
والفيلم بطولة: “فارلي جرانجر”، “جون دول”، “جيمس ستيوارت”، و”جوان شاندلير”، ترشح الفيلم لجائزة “إدجار” كأفضل سيناريو. وتدور أحداثه حول رجلين يقومان بخنق زميلهما السابق حتى الموت، ثم يقومان بوضع الجثة أسفل طاولة الطعام، ولإثبات ارتكابهما للجريمة المثالية يقومان بعمل مأدبة طعام وحفل عشاء كبير، يدعوان فيه عدد من الضيوف ومنهم أسرة زميلهم المقتول، وحصل الفيلم على تقييم 8 من 10 على موقع IMDb.
Victoria
فيلم إثارة جريمة ألماني، يدور حول فتاة إسبانية تُدعى “فيكتوريا”، انتقلت للعيش في برلين بألمانيا، منذ ثلاثة أشهر، وتعمل في مقهى مقابل أجر ضئيل، إلا أنها لا تتحدث الألمانية، ولغتها الوحيدة المشتركة مع من حولها هي الإنجليزية. وهي تلتقي بأربعة شباب من ألمانيا، وترافقهم في يومهم المليئ بالمغامرات.
والفيلم من إنتاج عام 2015، من إخراج المخرج الألماني “سيباستيان شيبر”، والذي قدم سابقة من نوعها لم تحدث من قبل في صناعة السينما، حيث قام بتصوير الفيلم خلال ثلاث ساعات متواصلة، بداية من الساعة الرابعة فجرًا وحتى الساعة السابعة صباحًا، ليصنع فيلمًا من لقطة واحدة مدته 140 دقيقة.
ونال الفيلم إشادة واسعة، ونجح بالفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الفيلم الألماني، وقام ببطولة الفيلم كلاً من: “لايا كوستا”، “فريدريك لاو”، “بوراك ياجيت”، و”ماكس ماوف”، وحصل على تقييم 7.6 من 10 على موقع IMDb.
